كريم بن عبد السلام، شاب مغربي يبلغ من العمر 31 عامًا، وُلد مصابًا بمتلازمة أسبرجر، وهي إحدى اضطرابات طيف التوحد. رغم التحديات المرتبطة بحالته، تمكن من تحقيق إنجاز أكاديمي متميز بحصوله على درجة الدكتوراه في تخصص العقائد والأديان السماوية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط، بتقدير "مشرف جدًا".
التحديات التعليمية:
واجه كريم صعوبات كبيرة في بداية مسيرته التعليمية، حيث رفضت العديد من المدارس استقباله بسبب حالته. إلا أن مؤسسة تعليمية واحدة، كانت تديرها مديرة بلجيكية، قبلت احتضانه حتى الصف الثالث الابتدائي. استمر في مواجهة التحديات، بما في ذلك التنمر من بعض زملائه الذين لم يتقبلوا دراسته بجانبهم. مع ذلك، أصر على مواصلة تعليمه، متجاوزًا النظرات السلبية ومؤمنًا بأن طلب العلم مهمة نبيلة.
الدعم الأسري:
لعبت الأسرة دورًا محوريًا في دعم كريم، حيث بذل والده، محمد بن عبد السلام، جهودًا كبيرة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة له، رغم نقص الوعي المجتمعي بالتوحد في التسعينيات. هذا الدعم الأسري كان له الأثر البالغ في تعزيز ثقة كريم بنفسه ومساعدته على تجاوز العقبات.
الرسالة والدعوة:
بعد تحقيقه لهذا الإنجاز، يوجه كريم رسالة تحفيزية للمصابين بالتوحد وأسرهم، مؤكدًا أن التوحد ليس عائقًا أمام التفوق الأكاديمي. يدعو إلى الاجتهاد في طلب العلم، مشددًا على أن التعليم حق للجميع، وليس حكرًا على الأصحاء فقط.
التقدير المجتمعي:
حظي إنجاز كريم بتقدير واسع، حيث وصفه رئيس جامعة محمد الخامس، محمد غاشي، بأنه "درس في الإصرار والصبر"، مشيرًا إلى أن لحظة تتويجه بالدكتوراه كانت "تُدمع العين وتُفرح القلب".
الخلاصة:
تُعد قصة كريم بن عبد السلام مثالًا حيًا على قوة الإرادة والتصميم في مواجهة التحديات. يثبت من خلالها أن التوحد ليس عائقًا أمام التفوق الأكاديمي، بل يمكن بالتحدي والدعم المناسبين تحقيق إنجازات مبهرة تلهم الآخرين وتغير نظرة المجتمع تجاه المصابين بالتوحد.