محمود حجازي، شاب لبناني يبلغ من العمر 22 عامًا، وُلد في بيروت. عند بلوغه سن الثانية، بدأت تظهر عليه أعراض اضطراب طيف التوحد، مثل فقدان التواصل البصري وتراجع القدرة على الكلام، بالإضافة إلى سلوكيات نمطية متكررة.
واجهت والدته، فاتن مرعشلي، تحديات كبيرة في تقبُّل وتشخيص حالة ابنها. استغرقت سبع سنوات في مرحلة الإنكار، محاولةً العثور على علاج لحالته. مع مرور الوقت، أدركت أن التوحد ليس مرضًا يمكن الشفاء منه، بل حالة تستدعي التقبُّل والدعم المستمر. بدأت فاتن رحلة التعافي النفسي، مما انعكس إيجابًا على محمود، حيث ظهرت عليه علامات التحسن نتيجة جهودها المستمرة.
مع انتشار وباء كورونا، انتقلت العائلة للإقامة في دبي. في هذه المرحلة، بدأت فاتن بمشاركة يومياتها مع محمود على منصات التواصل الاجتماعي، بهدف نشر الوعي حول التوحد ودعم الأمهات اللواتي يواجهن تحديات مشابهة. من خلال هذه المنصات، تمكنت من تسليط الضوء على قدرات محمود والتحديات التي يواجهانها معًا، مما ساهم في تغيير نظرة المجتمع تجاه المصابين بالتوحد.
محمود نفسه أصبح ناشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك تجربته مع التوحد ويساعد الآخرين على فهم هذا الطيف. اكتسب شهرة واسعة، وأصبح مصدر إلهام للكثيرين. كما أنه يهوى العزف على البيانو، مما يعكس تنوع مواهبه وقدراته.
في خطوة نحو تحقيق استقلاليته، تقدم محمود لوظيفة في دبي، معبرًا عن رغبته في الانخراط في المجتمع وتحقيق ذاته. هذا الإنجاز يعكس الدعم المستمر من والدته وإصراره على تجاوز التحديات المرتبطة بالتوحد.
قصة محمود ووالدته فاتن تُعد مثالًا حيًا على قوة الإرادة والتصميم في مواجهة التحديات. من خلال نشر تجربتهما على وسائل التواصل الاجتماعي، نجحا في تغيير المفاهيم الخاطئة حول التوحد، وتقديم الدعم والإلهام للعديد من الأسر التي تواجه ظروفًا مشابهة.